إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 30 يوليو 2011

الفايز: الحضارة الغربية .. تتراجع.

أزمة مردوخ مع الإعلام الآن تكشف عن شيء جديد في مسيرة تراجع الحضارة الغربية: أنه الانحدار الأخلاقي، وهو الأهم والأخطر وقد تبدى هذا الانحدار في الأزمة المالية التي برزت مؤشراتها قبل سنوات وتبدو الآن خطيرة وعصية على الحل الفني التقليدي لأنها ثمرة خلل وفساد أخلاقي في الأداء والممارسة في القطاع المصرفي الغربي، فما يتكشف عن الأزمة، كيف بدأت، وكيف تطورت إلى هذا الحد، كل ما انكشف بالأدلة والبراهين الحسية أكد أن المشكلة تعود للفساد والطمع والجشع والاستهتار والخداع التي مارسها قادة القطاع المصرفي والعاملون فيه والمنظرون له في الجامعات والإعلام، والأجهزة الحكومية الرقابية، بالذات في أمريكا فقد كان أداؤهم وفسادهم هو الذي قاد إلى الأزمة المالية الحالية.
الآن فضيحة روبرت مردوخ تقدم نسخة من الحالة التي شهدها القطاع المصرفي مع تكشف فضيحة بنك (ليمان براذرز) فقد كانت البداية لانكشاف الفساد.

الآن إمبراطورية مردوخ تقدم الصورة نفسها في القطاع الإعلامي، فقد كشفت الأزمة ما كان يحذر منه الدارسون والباحثون منذ أكثر من عشرين عاما وهو خطورة تركز الملكية في وسائل الإعلام وما ينتج عنها من تزاوج بين (الإعلام مع المال والسياسة)، فتنامي ظاهرة الاحتكارات الإعلامية وبروز مجموعات الإعلام الضخمة أديا إلى احتكار (5) مجموعات إعلامية أكثر من (80 في المائة) من الإعلام وجميع مصادر تدفق المعلومات في أمريكا، وفي بريطانيا كان روبرت مردوخ وحده قريبا من احتكار ما يقارب (90 في المائة) من وسائل الإعلام، بالذات التلفزيون، لو تمت صفقة التملك لـ Bskyb، ومدير عام الـ BBC قبل خمسة أشهر هو أول من تحدث بقوة وجرأة عن خطورة إتمام الصفقة على الإعلام والسياسة في بريطانيا، وخوفا من مردوخ نشرت تحذيراته باقتضاب وحتى مجلة ''الإيكونوميست'' نشرت عن تحذيراته قصة مختصرة لا تتجاوز 300 كلمة!

الخلل الأخلاقي الذي كشفته فضيحة مردوخ يتجلى في نمو ظاهرة الصحافة الشعبية الهابطة، فقد كشفت الفضيحة للناس مدى التدهور الأخلاقي في ممارسة الصحافة الصفراء، ومردوخ هو الذي قاد الصحافة إلى هذا المستوى الهابط الذي يقوم على الابتزاز والتجسس المحترف والممول، وهذه الممارسات هي التي أحدثت الصدمة عن ممارسات صحافة مردوخ، وأغلب الذين يتناولون فضيحة مردوخ يؤذيهم هذا المستوى المتدني للعمل الصحافي، فلم يتوقعوا أن تلجأ الصحافة إلى هذا الأسلوب المدمر للأشخاص عبر انتهاك الأنظمة والقوانين واختراق الخصوصيات ودفع الرشا لرجال الأمن واستخدام الجواسيس.. لقد صدمتهم صحافة روبرت مردوخ!!

____________
مرجع المادة: http://www.aleqt.com/2011/07/30/article_563988.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق