إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 25 أغسطس 2011

السعودية: على موعد مع اكتشافات أثرية !!

أجمع خبراء وعلماء آثار سعوديون على أهمية الموقع الأثري الذي أعلنت الهيئة العامة للسياحة والآثار عن اكتشافه واطلع عليه خادم الحرمين الشريفين خلال استقباله رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار يوم الثلاثاء الماضي في قصر الصفا في مكة المكرمة بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين.

وقال الدكتور عبد الرحمن الطيب الأنصاري عالم الآثار وعضو اللجنة الاستشارية للآثار والمتاحف إن بلادنا في جنوبها وشمالها تثبت أنها تذخر بآثار موغلة في التاريخ وليس أدل على ذلك من الكشف الأثري الفريد؛ ففي موقع يعرف باسم المقر يقع بين محافظتي تثليث في منطقة عسير، ووادي الدواسر في منطقة الرياض تم العثور على أشكال لحيوانات متعددة استأنسها الإنسان الذي عاش في هذا الموقع، واستخدم بعضها الآخر في نشاطاته وحياته اليومية، ومن هذه الحيوانات: الضأن، والماعز، والنعام، والكلب السلوقي، والصقر، والخيل، وترجع هذه الأشكال إلى تسعة آلاف سنة قبل الوقت الحاضر، ويمثل هذا اكتشافاً أثرياً مهماً على المستوى العالمي، حيث أن آخر الدراسات الأثرية حول استئناس الخيل كانت تشير إلى ذلك حدث لأول مرة في كازاخستان بأواسط آسيا، وإلى أن تاريخ ذلك الاكتشاف يعود إلى منذ 5500 سنة قبل الوقت الحاضر. لكن هذا الاكتشاف الذي تم على الأراضي السعودية يؤكد أن الجزيرة العربية قد سبقت سواها في استئناس الخيل.

وقال الدكتور الأنصاري: "الخيل معشوقتك يا مليكنا كانت تجول وتصول شمالاً وجنوبًا وانتقلت من الجزيرة العربية لتنقل عربات ملوك مصر وتأخذ بألبابهم ولا أدل على ذلك ما وجد أخيرًا من نص فرعوني في تيماء يدل على أن تيماء كانت سوقًا عالمية تأتي إليها جميع شعوب العالم لتأخذ من خيراتها. من بابل وبلاد الشام وما وراءها من يونان ورومان، ومن مصر وما وراء مصر".

وأكد الدكتور الراشد على أن الآثار في المملكة كنز حضاري ثري من الشواهد الأثرية تحتاج إلى دراسات علمية موسعة يشترك فيها علماء في الجيولوجيا والحيوان والنبات والمختصين في علوم الآثار من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصور الإسلامية. ويأتي موقع المقر في مقدمة تلك المواقع التي تحتاج إلى دراسات مكثفة، ولا بد من التأكيد على توسيع المسوحات الأثرية في مواقع أخرى وبالتحديد في مكامن تكون البحيرات الطبيعية والأودية ذات الضفاف الخصبة وتشكلت فيها واحات وغطاء نباتي كثيف ساعد في نمو ثروة حيوانية ومنها الخيول والحيوانات المفترسة والجمال والأبقار والطيور وغيرها. ولعل الرسوم الصخرية المكتشفة في مناطق الواحات في محيط المدينة المنورة وماله صلة بحياة الإنسان ومنها واحات وادي الصويدرة والحناكية وخيبر ومواقع أخرى. يشار إلى عناية المسلمين بالخيل العربية وتنميتها وهو امتداد لإرث حضاري موغل في القدم، ولذا فلا غرابة أن تخصص مناطق محمية من عصر الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين لتنمية الخيل وتكاثرها، ومنها حمى الربذة الذي كان "حمى لإبل الصدقة وخيل المسلمين" وتذكر المصادر التاريخية أنه كان يحمل من حمى الربذة للجهاد ما يقارب من أربعين ألفا من الخيل. وهناك أحمية أخرى في الجزيرة العربية ومنها حمي ضرية والنقيع وغيرها وكانت القبائل العربية في الحجاز ونجد وفي مناطق أخرى من جزيرة العرب يعدون أجواد الخيول العربية للبيع والمقايضة بالسلع الأخرى مع قوافل الحجيج القادمة من المشرق الإسلامي وبلاد الشام ومصر في العصور الإسلامية.

إن الكشف الأثري لموقع المقر يجعل الهيئة العامة للسياحة والآثار- بقيادة رئيسها الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز مواصلة جهودها وترسم خطة موزونة لتتبع تاريخ الخيل العربية في الجزيرة العربية من عصور ما قبل التاريخ وحتى الوقت الحاضر. وقد ورد في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة".

_________________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق