إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 14 أغسطس 2011

(حل الأزمة المالية): أن يترك الناس الجشع والطمع

إن (حل الأزمة المالية) في أن يترك الناس الجشع والطمع والسعي ليل نهار خلف المال وخلف الثراء والغنى والاكتفاء بما يعينهم على متطلبات حياتهم الأساسية، لا شك أن الإنسان يرغب دائماً أن يعيش حياة طيبة وسعيدة لكن لا تأتي هذه السعادة من خلال الغنى والثراء بل هي من خلال البساطة والاكتفاء، فهاهم الأغنياء يندبون حظهم اليوم وقد أعلن عن خسائر عشرة أثرياء بريطانيين مبلغ 40 مليارا دولار بسبب هذه الأزمة.

إنه درس مهم لنا يتكرر دائماً بأشكال مختلفة غير أنه هذه المرة بشكل عالمي ودولي فهل سنستفيد منه وهل سنعي الدرس ونترك الركض خلف المال.

وفي اعتقادي أن سبب المشكلة باختصار يكمن في الطمع والجشع للنفس البشرية فالكل سعى إلى جمع المال بطرق مختلفة (شرعية وغير شرعية) مما أدى بالأزمة إلى الوضع الحالي، وإذا كان سبب المشكلة هو جمع المال للاغتناء والوصول إلى الثراء فهناك العديد من القصص التي تؤكد أن الأغنياء اليوم ينصحون الناس بألا يكون همهم الأوحد هو جمع المال، ومن ذلك قصة ذلك التاجر الذي كان يروي حكمة لأحد الشباب قائلاً له:
(لقد أمضيت أجمل وأغلى سنوات عمري في تنمية أعمالي التجارية كما تفعل أنت الآن، وبعد أن كبرت وانتهيت إلى ما ترى وجدت أنني فقدت كثيرا مما لا يمكن تعويضه وخرجت بدرس ثمين يمكنك أن تسميه (حكمة الشايب).

وهي (إن الرجل يمر في حياته بثلاث مراحل ويحتاج إلى أن يملك ثلاثة أشياء. ففي الشباب يكون لديك الوقت لقلة انشغالك ولديك النشاط والقوة لتستمتع ولكن ليس لديك المال الكافي لتسافر وتشتري السيارة والمنزل الذي تتمناه وترفه عن نفسك بعيش رغيد.
‏ثم إنك تنتقل إلى مرحلة الرجولة فتزاول العمل والتجارة وتبدأ في جمع المال لتؤمن مستقبلاً أفضل لك ولأسرتك، حينها يكون لديك المال ولديك النشاط والقوة ولكن ليس لديك الوقت لتستمتع وترفه عن نفسك وأسرتك فأنت مشغول بأعمالك وسفرياتك وتجد أنك تضحي بأشياء كثيرة من أجل (ضمان المستقبل) . وفي المرحلة الثالثة حين تكبر سنك تكون قد جمعت المال الذي تريد ولديك الوقت لتستمتع به وتحقق ما كنت تحلم به، ولكن ستجد أنك فقدت الصحة والنشاط اللذين كنت تتمتع بهما أيام الشباب، فلم يعد لديك الجهد للسفر ولا تجد المتعة نفسها في شراء سيارة فخمة أو منزل كبير! ‏وتبحث عن أبنائك وبناتك لتستمتع معهم في رحلات وجلسات وزيارات فتجدهم قد كبروا ولم يعد يهمهم أن يشاركوك في مثل هذه الأنشطة فقد صار لكل منهم اهتماماته وعالمه! بل قد لا تجد زملاء تلتقي بهم لأنك قد قطعتهم حين انشغلت بأعمالك التجارية

لذلك فقد استنتجت من تجربتي في الحياة، وهو ما أوصيك به يا بني، أن بضعة آلاف من الريالات وأنت في شبابك تستمتع بها مع أبنائك وزوجك وتقنع بما لديك خير لك من مئات الآلاف بل والملايين حينما تكون كهلاَ مثلي!)

وبالأمس قرأت خبراً عن مليونير ألماني تخلى عن جميع ثروته وقرر أن يصبح متسولاً بعد تعرضه لحادث، وذكر المليونير أنه كان يسأل كثيراً عن السبب الذي يدفع الناس إلى السعي دائماً وراء امتلاك الأشياء على الرغم من أنهم لن يأخذوا معهم شيئاً في النهاية، وقال : الإجابة التي كنت أبحث عنها لم أجدها إلا بداخلي.
_______________________
مرجع المادة: http://www.aleqt.com/2008/10/29/article_14113.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق