إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

الأمريكيون والتلفزيون !

لقد قادت الولايات المتحدة العالم إلى عصر التلفزيون، وبوسعنا أن نرى النتائج بشكل أكثر مباشرة في علاقة الحب الطويلة بين أمريكا وما أُطلق عليه هارلان إليسون ''الحلمة الزجاجية''. ففي عام 1950 كان أقل من 8 في المائة من الأسر الأمريكية تملك جهاز تلفزيون؛ وبحلول عام 1960 كان 90 في المائة من الأسر لديها جهاز تلفزيون.
ولقد استغرق هذا المستوى من التغلغل عقوداً أطول لكي يتحقق في أماكن أخرى من العالم، وحتى الآن لم تبلغ أفقر بلدان العالم هذا المستوى بعد.
وبطبيعة الحال، أصبح الأمريكيون الشعب الأكثر مشاهدة للتلفزيون على مستوى العالم، وهي الحقيقة التي ربما لا تزال صادقة حتى يومنا هذا، رغم أن البيانات غير واضحة وغير مكتملة بعض الشيء.
ويشير أفضل الأدلة إلى أن الأمريكيين يشاهدون التلفزيون أكثر من خمس ساعات يومياً في المتوسط ــ وهو أمرٌ مذهلٌ إذا ما علمنا أن ساعات عديدة أخرى تُقضى أمام أشكال أخرى من أجهزة عرض الفيديو. وتسجل بلدان أخرى عدد ساعات مشاهدة أقل كثيراً. ففي الدول الاسكندنافية، على سبيل المثال، يبلغ عدد ساعات مشاهدة التلفزيون نصف المتوسط في الولايات المتحدة تقريباً.
 وحتى الحرب يمكن الترويج لها بوصفها منتجاً جديداً. فقد روّجت إدارة بوش لمقدمات الحرب ضد العراق ــ أسلحة الدمار الشامل التي تبين أن صدّام حسين لم يكن يمتلكها ــ بنفس الأسلوب المعتاد الغني بالألوان والإيقاع السريع والرسومات البيانية الذي تستخدمه شركات الدعاية والإعلان. ثم بدأت الحرب ذاتها بقصف بغداد فيما أطلق عليه ''الصدمة والرعب'' ــ الذي نقلته شاشات التلفزيون في بث مباشر من أجل تأمين درجات عالية من الدعم للغزو الذي قادته الولايات المتحدة.
 يعتقد عديد من علماء الأعصاب أن تأثير مشاهدة التلفزيون في الصحة الذهنية والعقلية قد يذهب إلى ما هو أبعد من الإدمان، والنزوع إلى الاستهلاك، وفقدان الثقة الاجتماعية، والدعاية السياسية. فربما يعمل التلفزيون على إعادة ترتيب التوصيلات الكهربائية في أدمغة مَن يشاهدونه بكثافة فيضعف من قدراتهم الإدراكية.
____________________

هناك تعليق واحد: