إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 31 ديسمبر 2011

الليدي إيفيلين كوبولد.. أول بريطانية تؤدي منسك الحج

الليدي إيفيلين كوبولد، التي اعتنقت الإسلام، وكانت أول بريطانية تؤدي منسك الحج
" Lady E. Cobold "


At her Glencarron estate in northwest Scotland, Lady Evelyn was known as a superior deerstalker and hunter.
At her Glencarron estate in northwest Scotland, Lady Evelyn was known as a superior deerstalker and hunter




في المعرض المزمع إقامته في بريطانيا، عن: 
''الحج: رحلة إلى الإسلام'' معنى وتجربة الحج من خلال 200 مادة من 13 بلدا، تتضمن منسوجات، وقطعا أثرية، ومخطوطات، ومنمنمات، وصورا فوتوغرافية.
وذلك في 26 كانون الثاني (يناير) الجاري ويستمر حتى نيسان (أبريل) 2012م.
ومن بين المعروضات: نسخة من القرآن الكريم تعود إلى القرن التاسع، ومحمل القرن التاسع عشر، أو خيمة الحرير التي كانت تحملها الجمال من القاهرة إلى مكة المكرمة، و''كمبيالات الحج'' الباكستانية التي تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، والتي كانت تستخدم بمثابة شيكات عند وصول الحجاج إلى المملكة العربية السعودية.

كذلك يحتوي المعرض على مذكرات للارستقراطية الاسكتلندية، الليدي إيفيلين كوبولد، التي اعتنقت الإسلام وكانت أول بريطانية تؤدي منسك الحج..
وهنا استوقفتني الدهشة متسائلا.. من هي "الليدي" هذه ؟ 
وبعد بحث قصير، بطريقة "اسئلوا أهل قوقل"، وجدت: 


أن المؤلف الأستاذ "أحمد محمد محمود" في مؤلفاته الثلاثة عن رحلات الحج.. 
وفي الجزء الثاني تحديدا، تحدّث عن رحلة الليدي البريطانية 
ومما جاء فيه: 


I watch the train to Cairo disappear and I feel I have indeed cut myself off from my friends and everyone I know. I love Egypt, but now it is Arabia that calls me. —Port Said, February 22, 1933
 This portrait of Lady Evelyn was made a few years before her visit to Saudi Arabia

أن الليدي ايفلين كوبولد التي اتخذت لها - زينب- اسما انجليزية، من اسرة ارستقراطية، قضت طفولتها في الجزائر ، وفيها تعلمت العربية، وعاشت ولعبت مع الاطفال الجزائريين، وكانت ترى نفسها "طفلة مسلمة في الواقع" ولكنها لما غادرت الجزائر إلى أوروبا نسيت اللغة العربية التي تعلمتها، ونسيت الاطفال التي كانت تلعب معهم.
بعد وفاة زوجها عام 1929م، قررت أداء فريضة الحج وهي في السادسة والستين من عمرها، والتقت سفير الملك عبدالعزيز بلندن الشيخ حافظ وهبه، وأفصحت عن رغبتها في زيارة الأراضي المقدسة، ولو قدر لي أداء الحج، فسيكون الفضل الكبير في ذلك للشيخ حافظ "فغادرت لندن إلى القاهرة ومنها عام 1933م انطلقت بمفردها من القاهرة إلى جدة، وكان على متن السفينة التي أقلتها إلى جدة باشا مكناس، وحاشيته المكونة من 70 فرداً، و"السير أندروريان" العائد إلى منصبه وزيراً مفوضاً في القنصلية البريطانية في جدة، وفي العادة فإن قوافل الحج تنطلق من القاهرة بعد شهر من عيد الفطر ليتمكنوا عند وصولهم قبل أيام من عيد الأضحى من أداء نسكهم.


وبعد رحلة في البحر
استغرقت اربعة أيام وصلت إلى جدة يوم 26 فبراير 1933م، فاستقبلها مضيفها عند السفينة في عرض البحر، بلنش يرفرف عليه علم التوحيد، علم السيادة للملك عبدالعزيز وشعرت عندها فعلا أني في مهد العرب "وألقت نظرة على المدينة بمبانيها البيضاء والبنية، ومناراتها التي تشق فضاءها. واسوارها تشبه القلعة، وماء البحر شديد الزرقة، المتوج بالألوان التركوازية، والارجوانية بسبب انعكاسات النباتات البحرية على شاطئه.
وهنا استضافها
"جون فيلبي وزوجته -دورا-  في منزلهما المعروف "ببيت البغدادي بجدة، ولم يكن بها يومئذ عدد كبير من الأوروبيين ، وربما لا يتجاوز من يعيش فيها 30 فرداً، والنساء بينهم قليل "ولقيت حفاوة من الجالية الأوروبية "

ووجدت الحياة في جدة مختلفة عنها في أي مدينة شرقية من المدن التي زارتها، لا توجد بها صنابير مياه، ولا دكاكين عدا ما هو في السوق، لا سنمات، لا أجهزة جرمافون، والضرورات المتعددة التي تعقد الحياة الحضرية لا توجد بها، لكن نمط عمرانها جاذب للإنتباه بحجارته المنقبية، ونوافذه المزخرفة البارزة على الشوارع الضيقة، وليس في جدة أشجار.

"وفي انتظار الإذن لها بالحج، كتبت رسالة
لنائب الملك في الحجاز الأمير فيصل تعرفه بنفسها وبالغرض الذي جاءت من أجله، وكانت تنتقل في جدة بسيارة فورد تقلها في تنقلاتها للاستحمام في البحر الأحمر، أو في الطريق إلى مكة قبل منطقة الحرم التي لا يسمح بتجاوزها إلا للمسلمين، و كانت تتغدى مع رجال البنوك الهولنديين، وتتتعشى مع القنصل البريطاني مع غيره من القناصل الترك والايطاليين، والفرس، والبلشفيك، وتتلقى زيارات من الرجالات الأمريكان الموجودين بجدة، ممن كان لهم علاقة بالاستكشافات البترولية الأولية وجاءوا يبحثون عن امتيازات التنقيب ومنهم - هاملتون- توتشيل-

وكانت ترى الحجاج متجهين إلى مكة فتغبطهم على ما تيسر لهم.

وكانت الأنظمة وقتها أن القادمين للحج وصادف أن كان موعد الوقوف بعرفات الرابع من أبريل، من الأوروبيين عليهم البقاء فترة طويلة بجدة قبل أن يؤذن لهم بالحج. بسبب أن العديد منهم كان يدعي الاسلام ليتمكن من الحصول على إذن الدخول إلى مكة والمدينة. فكان قرار الحكومة السعودية مراقبتهم خلال فترة وجودهم بجدة للتأكد من صحة دعواهم "اعتناق الاسلام" كذلك فإن
علاقات الأوروبيين الاستعمارية بالبلاد الاسلامية في تلك الفترة عززة الشكوك فيهم.


وزارها عدد من الشخصيات السعودية البارزة منهم "فؤاد حمزة، والذي سلمته رسالتي لنائب الملك، ثم كان لها لقاء بالأمير فيصل نائب الملك - ابن سعود في الحجاز في منزل - فيلبي- وعمل "فيلبي" على تسهيل الحصول على إذن لها بالحج، من خلال عرض قضية حجها على الملك عبدالعزيز في مكة المكرمة، وقد توجت جهودها يوم 12 مارس بإذن الملك لها بذلك، بعد أن وصلته رسالة حولها من سفيره في لندن: حافظ وهبة، فكان أول ما قامت به زيارة المدينة المنورة ، فغادرت جدة إليها يوم 15 مارس على متن سيارة استأجرتها لتنقلاتها في الحج مدة 20 يوماً.


ولم تخف
إعجابها بالملك عبدالعزيز، وبرامجه التي وضعها للنهوض بدولته الفتية، وكيف أن أداء الحج أصبح يتم في ظروف آمنة، أكثر بكثير عما كان عليه الحال قبل ضم "الحجاز إلى المملكة السعودية" وهناك شهدت كيف انشئت محطات في طريق القوافل التي شاع فيها طوال القرون السابقة انعدام الأمن والأمراض والجوع، والموت عطشاً.
وشهدت كيف انشئت فنادق لإيواء النزلاء من الرجال والنساء والاطفال في جدة، وينبع والمدينتين المقدستين: مكة والمدينة، وحددت أجور معقولة لنزلائها ، وتحدثت باعجاب عن الاصلاحات الاجتماعية التي أدخلها - ابن سعود - في دولته ومنها: وضع برنامج رعاية اجتماعية للنساء المعدمات، وانشاء مشافي وتوظيف أطباء يحملون أعلى الشهادات من باريس وكانت ترى بصمات أعمال الملك عبدالعزيز في كل مكان، وسيرته الطيبة على كل لسان في بلاده، خاصة ما وفره من رعاية للحجاج من علاج في محطات الطريق، حيث شكل الملك عبدالعزيز لجنة تتابع صيانة هذه المنشآت بما يوفر راحة الحجيج.


ووصلت المدينة المنورة
يوم 17مارس، وفي نزلها زارتها سيدات، منهن واحدة كانت تعرفت عليها في دمشق، ودار الحديث حول حقوق المرأة الأوروبية . وحريتها، ومشاركتها في الحياة السياسية، كما روت لهن كيف اهتدت للاسلام ".

استيقظت يوم 16 مارس 1933م - 20 ذي القعدة 1351هجرية: على صوت آذان الفجر، ومن النافذة شاهدت المآذن العالية من الناحية الجنوبية، وشاهدت القبة الخضراء، لفني سرور عظيم، فها أنذا بالقرب من المسجد الذي يتبرك بالاسلام، توضأت ونزلت بسرعة لأذهب مع المزور، اسدلت الحجاب جيدا على وجهي، ودخلت إلى بوابة محراب كبير، من باب آخر تصله أشعة نور الفجر، ويصدح فيه هديل الحمام، ورحلت أشعر من داخلي باحساس من السعادة والهناء".


Lady Evelyn’s permission to make her pilgrimage was arranged by Saudi Arabia’s ambassador in London, Shaykh Hafiz Wahba, shown here during one of the visits to England (probably 1935) by HRH Prince Sa’ud ibn ‘Abd al-‘Aziz. Wahba stands on the left and slightly behind the prince; Wahba wrote the original introduction to Lady Evelyn’s Pilgrimage to Mecca.
Lady Evelyn’s permission to make her pilgrimage was arranged by Saudi Arabia’s ambassador in London, Shaykh Hafiz Wahba, shown here during one of the visits to England (probably 1935) by HRH Prince Sa’ud ibn ‘Abd al-‘Aziz. Wahba stands on the left and slightly behind the prince; Wahba wrote the original introduction to Lady Evelyn’s Pilgrimage to Mecca.

ويوم 22 مارس قامت بزيارة أمير المدنية حيث رحب بها متمنيا أن يؤدي حجها إلى تقوية عقيدتها، وأديرت في صالون منزل الأمير كؤوس الحليب الساخن، ثم القهوة، والكعك ، وودعته شاكرة للأمير ما قدمه لها، مما سهل زيارتها ومقامها.
يوم 23 مارس غادرت المدينة المنورة مارة على المسيجيد، حيث تزودت السيارة بالماء، وأنعش الركاب أنفسهم بالشاي، مواصلين سفرهم قبل حط رحالهم في العراء لأداء الصلاة وتناول العشاء، ثم مواصلة السفر إلى مكة المكرمة التي وصلتها في 27 مارس، وصادف يوم غسيل الكعبة حيث كان الملك عبدالعزيز داخل الحرم يقوم بذلك، حيث تغسل أرضيتها الداخلية بماء زمزم، ثم تعطر بعطر الورد المشهور في الطائف.



On her 1933 pilgrimage, she became the first international traveler to record the buses that had recently begun service in Makkah.
On her 1933 pilgrimage, she became the first international traveler to record the buses that had recently begun service in Makkah

وقدمت وصفا للمسجد الحرام، وأروقته، والكعبة المشرفة، والطواف، وبئر زمزم، والحجر الأسود، وما يفعله الحاج لحظة دخوله البيت الحرام من طواف وسعي، وتضلعه من ماء زمزم، كما قدمت وصفا لعرفات، وجبل الرحمة "حيث حوالي 200 ألف حاج، و300 ألف من وسائط النقل من جمال وغيرها وقدمت وصفا لمشاعرها في ذلك اليوم العظيم ويحتاج الأمر إلى قلم بليغ ليصف ذلك المشهد، والجموع المؤثرة، وقد كنت وحدة صغيرة بينهم، ضائعة في ذلك الزحام، كنت واحدة من الحجاج ممن سلموا أمرهم كلية لإرادة الله.
وقد سجلت كتب الرحلات الغربية أن "كوبلد" كانت أول سيدة غربية تدخل مكة المكرمة وتؤدي مناسك الحج، وقد توفيت عام 1964م ودفنت ورأسها إلى القبلة حسبما تقضي الشريعة الإسلامية.




وجاء في مقالة  أ.د عماد الدين خليل. عن الليدي:  



(نبيلة إنكليزية، اعتنقت الإسلام وزارت الحجاز، وحجت إلى بيت الله، وكتبت مذكرات عن رحلتها تلك في كتاب لها بعنوان: الحج إلى مكة، (لندن 1934م) والذي ترجم إلى العربية بعنوان: (البحث عن الله)"

"هذه هي مدينة الرسول (صلى الله عليه وسلم) ... تعيد إلى نفسي ذكرى جهوده في سبيل لا إله إلا الله، وتلقي في روحي صبره على المكاره، واحتماله الأذى في سبيل الوحدانية الإلهية." (البحث عن الله، ص39-40).
"وكان العرب قبل محمد (صلى الله عليه وسلم) أمة لا شأن لها ولا أهمية لقبائلها ولا لجماعتها، فلما جاء محمد (صلى الله عليه وسلم) بعث هذه الأمة بعثاً جديداً يصح أن يكون أقرب إلى المعجزات، فغلبت العالم وحكمت فيه آجالاً وآجالاً ..." (المرجع السابق، ص51).

"لعمري، ليجدن المرء في نفسه، ما تقدم إلى قبر الرسول (صلى الله عليه وسلم) روعة ما يستطيع لها تفسيراً، وهي روعة تملأ النفس اضطراباً وذهولاً ورجاء وخوفاً وأملاً، ذلك أنه أمام نبي مرسل ورجل عظيم لم تلد مثله البطون حتى اليوم .. إن العظمة تهز القلوب وتثير الأفئدة فما بالك إذا انتظمت مع النبوة؟ وما بالك بها وقد راحت تضحي بكل شيء في الحياة في سبيل الإنسانية وخير البشرية؟" (المرجع السابق، ص52).
"لقد استطاع النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يحمل هذه الأمة العربية الشديدة العنيدة على نبذ الأصنام وقبول الوحدانية الإلهية .. لقد وفق إلى صياغة العرب صياغة جديدة ونقلهم من الظلمات إلى النور." (المرجع السابق، ص66-67).

وقالت: "مع أن محمداً (صلى الله عليه وسلم) كان سيد الجزيرة العربية، فإنه لم يفكر في الألقاب، ولا راح يعمل لاستثمارها، بل ظل على حاله مكتفياً بأنه رسول الله، وأنه خادم المسلمين، ينظف بيته بنفسه، ويصلح حذاءه بيده، كريماً بارّاً كأنه الريح السارية، لا يقصده فقير أو بائس إلا تفضل عليه بما لديه، وما لديه كان في أكثر الأحيان قليلاً لا يكاد يكفيه." (المرجع السابق، ص67).




Lady Evelyn in Jiddah.
Lady Evelyn in Jiddah




ومن أقوالها:


(لما جاء الإسلام رد للمرأة حرياتها , فإذا هي قسيمة الرجل لها من الحق ما له وعليها ما عليه ولا فضل له عليها إلا بما يقوم به من قوة الجلد وبسطة اليد, واتساع الحيلة, فيلي رياستها فهو لذلك وليها يحوطها بقوته ويذود عنها بدمه وينفق عليها من كسب يده , فأما فيما سوى ذلك فهما في لسراء والبأساء على السواء. ذلك ما أجمله الله بقوله تعالى:
{ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة}
وهذه الدرجة هي الرعاية والحياطة لا يتجاوزها إلى قهر النفس وجحود الحق , وكما قرن الله سبحانه بينهما في شؤون الحياة , قرن بينهما في حسن التوبة وادخار الأجر وارتقاء الدرجات العليا في الدنيا والآخرة . وإذا احتمل الرجل مشقات الحياة , ومتاعب العمل وتناثرت أوصاله , وتهدم جسمه في سبيل معاشه ومعاش زوجه فليس ذلك بزائد مثقال حبة عن المرأة إذا وفت لبيتها وأخلصت لزوجها وأحسنت القيام في شأن داره). 


و (لم تكن النساء (المسلمات) متأخرات عن الرجال في ميدان العلوم والمعارف فقد نشا منهن عالمات في الفلسفة والتاريخ والأدب والشعر وكل ألوان الحياة). 


________________________
المراجع:


- خبر المعرض، من الاقتصادية:  http://www.aleqt.com/2011/12/31/article_611856.html


- عن رحلتها:   http://www.qassimy.com/vb/showthread.php?t=228673&page=48

- مقالة د. عماد الدين خليل، من:   http://al-fateh.net/hide/show.php?id=51&cat=103

- من أقوالها، من:  http://mercyprophet.org/detail.php?siteid=1058

- جميع الصور من:  http://www.saudiaramcoworld.com/issue/200805/mayfair.to.makkah.htm







هناك تعليق واحد:

  1. أما .. ليس في جدة أشجار !!
    متصورين هذه الحالة ؟ وهل هذه حقيقة ؟

    ردحذف