إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 17 ديسمبر 2011

السياسة التي تتبعها إسرائيل: فرض سياسة الأمر الواقع!



الذي فهمته من المقالة
أن الكاتب يريد تحويل الربيع العربي
بأن يشمل فلسطين
وأن تكسب صوتها عاليا..
مع تقريبه للسياسة التي تنتهجها إسرائيل
"فرض  الواقع" وأن هذا هو الواقع



د. رشود الخريف
لقد تمكنت إسرائيل من تطبيق سياسة الأمر الواقع منذ إنشائها مرات عديدة. فبعد توافد اليهود طالبوا بوطن قومي لهم، وتزايدت أعدادهم فاستوطنوا أرجاء فلسطين، وتوسعت دائرة الاستيطان الجائر ليشمل الضفة الغربية وقطاع غزة، بمساعدة الأثرياء اليهود ودعهم المادي والسياسي، ناهيك عن التأييد الأمريكي المطلق، ومن ثم أصبح وجودهم في فلسطين أمرًا واقعًا تعاملت معه الدول الفاعلة في العالم، واضطر العرب ـــ مرغمين ـــ إلى التفاوض، وتقديم التنازلات مرة تلو الأخرى، لأنهم أجبروا على واقع أليم يتمثل في الاستيطان وتوسيع المستوطنات وتهويد القدس وترحيل بدو النقب وغيرها.
في الماضي، بل بالأمس القريب، وكذلك في الوقت الحاضر، قامت إسرائيل وتقوم ـــ بناء على حجج ماكرة وخبيثة ـــ بمضايقة العرب لدفعهم للنزوح خارج مدينة القدس، بل حتى خارج الضفة الغربية وصحراء النقب، من خلال هدم المنازل، وخنق المناطق، وتضييق الأرزاق، ومن ثم تقليل نسبتهم مقارنة باليهود. وهذه هي سياسة الأمر الواقع، مع صمت دولي، وكأن شيئًا منكرًا وتطهيرًا عرقيًا لا يحدث!!
وإذا استمرت الأمور في هذا الاتجاه، واستمر التهويد وطرد الأسر الفلسطينية من منازلهم تحت جنح الظلام في ظل التواطؤ الدولي، فإن إسرائيل ستضع العرب أمام واقع جديد! وسيشكل اليهود نسبة كبيرة أو أغلبية يصعب تجاهلها، مما سيبرر لإسرائيل والدول التي تناصرها إنكار حق العرب في القدس، كعاصمة لهم، (حتى لو بالاشتراك!) ولنا في التصريحات الأخيرة لجنجريتش المرشح لرئاسة الولايات المتحدة مثال صارخً وقبيح.
وبشهادة أحد الكتاب الإسرائيليين في الصحافة الإسرائيلية أنه قبل اتفاقات أوسلو كان هناك 116300 مستوطن في الضفة الغربية، ولكن عددهم تزايد كثيرًا بعد اتفاقات أوسلو، بل تضاعف، وذلك تحت ذريعة النمو الطبيعي، الأمر الذي لا يمكن أن يُصَدَّق خلال هذه الفترة القصيرة، ولكن يبدو أن إسرائيل استخدمت أوسلو لِقَضْمِ المزيد من الأراضي وبناء جدار العزل العنصري.
هل تنجح إسرائيل في وضع العرب أمام واقع جديد بعد تنازلات العرب الماضية؟ إذا استندنا إلى ما حدث في الماضي، فإن الإجابة المؤلمة (نعم)؛ لأن إسرائيل استطاعت على مر العقود الماضية أن تحقق تنازلات من العرب، بدعم أمريكا ومباركة القوى الكبرى الأخرى ووسطاء السلام واللجان الدولية كاللجنة الرباعية وغيرها، فأغلب المفاوضات على ما يبدو تهدف ـــ بشكل مباشر أو غير مباشر ـــ إلى تمكين إسرائيل ومنحها الوقت الكافي لبناء المزيد من المستوطنات والاستيلاء على مزيد من الأراضي، ومن ثم فرض واقع جديد.
وأخيرًا، هل يتحمل الفلسطينيون الاستمرار في فرض سياسة الأمر الواقع وتقديم
التنازلات؟! المنطق يقول: لا يمكن الاستمرار؛ لأنه لم يبق لديهم إلا القليل والقليل جدًا، ولن يتنازلوا، إلا إذا تكالبت عليهم كوارث الأزمان، وإجحاف الوسطاء والرباعيات، واستمر تجاهل دول العالم للتطهير العرقي العنصري الجاري في فلسطين، وأهم من ذلك إذا استمروا في الصراعات البينية وتغليب المصالح الشخصية على القضية الوطنية التي أفقدتهم كثيرًا من التأييد على مستوى العالم!
لذا لا بد من استلهام العبر من الربيع العربي الذي لم يمتد إلى فلسطين حتى الآن، والتركيز على ''الاحتجاج السلمي'' لكسب مزيد من التعاطف الدولي وإدارة المعركة السياسية بفاعلية أكبر مع تقليص الفساد المستشري في شرايين السلطة والمنظمات الفلسطينية.
_________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق