إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 1 يناير 2012

الفيل الذي ترك بصمته.. (استعراض كتاب)





.. كان ريتشارد هولبروك واحدًا من أكثر الدبلوماسيين الأمريكيين كفاءة في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. كان هيكله ضخمًا مثل ذَكَر الفيل، وكان يتمتع بعقل قوي وسحر ساخر. وفي كل مرة كان يتحرك فيها كان يترك علامة لا تمحى على الناس والأماكن في مختلف أنحاء العالم.
في الذكرى الأولى لوفاته في سن التاسعة والستين، أخرج أصدقاؤه وزملاؤه كتابًا كتحية تقدير وعرفان لهذا الرجل الذي وصفوه بتعبير ''الأمريكي غير الهادئ''.
هذا الكتاب، الذي يشتمل كذلك على كتابات وخطابات هولبروك نفسه، لا بد أن يقرأه كل شخص يهتم بالخدمة العامة والسياسة الخارجية الأمريكية. 
اشتهر هولبروك بأنه مهندس اتفاقيات دايتون، التي أدت إلى إحلال سلام هش في دول البلقان.
وهذا الكتاب تذكرة بالإنجازات الكبيرة الأخرى التي حققها خلال عمله لمدة 45 عامًا في السلك الدبلوماسي. منذ بداياته الأولى في السلك الدبلوماسي في فيتنام إلى عمله كسفير في ألمانيا والأمم المتحدة وأخيرًا بصفته المبعوث الخاص في أفغانستان وباكستان، كان يجسد شخصية الرئيس تيدي روزفلت في الساحة. (الرئيس الأمريكي خلال الفترة من 1901 إلى 1909، والذي كان في طفولته عليلًا ومصابًا بالربو، لكنه أصبح من أقوى وأنشط الرؤساء الأمريكيين).
وحين بلغ من العمر 27 عامًا، ألف كتابًا عن أوراق البنتاجون.
ولعب دورًا رئيسًا في تطبيع العلاقات مع الصين. ويعود الفضل في إنقاذ آلاف الفييتناميين الذين هربوا في القوارب وإعادة توطينهم في الولايات المتحدة إلى إصراره على عدم ترْكِهم يغرقون في بحر الصين الجنوبي. وضغط على الكونجرس وتملقه في سبيل تسديد مليار دولار من المبالغ المتخلفة على الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة. وأطلق الأكاديمية الأمريكية في برلين. وكان شخصية تلهب الحماس في الصراع العالمي ضد الإيدز. (الفجوة الملحوظة في الكتاب هي عدم وجود تعليق حول مسيرته المهنية الموازية في ''وول ستريت''، حيث كان يعمل مصرفيًا استثماريًا متنقلًا وعضوًا في مجلس إدارة الشركة الدولية الأمريكية للتأمين، ''أيه آي جي''


إن النزعة الوطنية الثابتة التي لا تعرف الخجل لدى هولبروك تعود في معظمها إلى جذوره – فقد كان والده طبيبًا روسيًا هاجر إلى أمريكا، وكانت والدته لاجئة من ألمانيا عن طريق الأرجنتين. وقد أدرك عوامل التوتر بين السياسة الخارجية القائمة على المبادئ والتي كان يؤمن بها الرئيس ويلسون، والسياسة القائمة على الطابع العملي لهنري كيسنجر. وقد رفض فكرة ويلسون على أنها إخفاق ساذج، لكنه في طابعه الساخر اعتبر كذلك أن السياسة الواقعية تقضي على نفسها بنفسها  ''لا نستطيع الاختيار بين الفكرتين – بل علينا أن نمزجهما معًا''.

كان هولبروك يؤمن بمنتهى القوة أن بإمكان الولايات المتحدة أن تكون قوة لصالح الخير.
لكن استخدام القوة العسكرية كان وسيلة لتحقيق غاية، كما تبين من قصف ''الناتو'' الذي أدى إلى إحضار صرب البوسنة إلى طاولة المفاوضات. وقد ظل منتقدًا بصورة كبيرة للطموحات المغرورة لإدارة بوش الرامية إلى تحويل الشرق الأوسط وأفغانستان إلى واحة للديمقراطية.


_____________________
المراجع: 
- مرجع المادة:   http://www.aleqt.com/2012/01/01/article_612127.html

- مرجع صورة الفيل:  http://abofaiz2007.blogspot.com/2012/05/blog-post.html

- مرجع صورة ريتشارد: http://www.guardian.co.uk/world/2011/nov/17/husain-haqqani-pakistan-us-ambassador-offer-resign

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق