إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 13 يناير 2013

مناقشةُ قول الرَّبيع في الاستغفار، والفرق بين الاستغفار والتوبة !


يَحتوي هذا الموضوع على التالي:

1- مقولة الربيع بن خيثم في الاستفغار والتوبة.
2- نقد النووي عليه.
3- تعقيب ابن حجرٍ على كلام النووي.
4- نقلُ ابن حجر لكلام السُّبكي الكبير.
   ورَحِمهم الله تعالى جميعاً.



ذُكر في "كتاب الأذكار" عن الربيع بن خيثم أنه قال:

"لا تقل: استغفرُ الله وأتوبُ إليه، فيكون ذَنباً وكذباً إنْ لم تَفْعل، بل قلْ: اللهم اغفرْ لي وتُبْ علي".

قال النووي: هذا حَسنٌ، وأما كراهية (استغفر الله) وتَسميتُه كذباً فلا يُوافق عليه؛ لأن معنى "استغفر الله": أَطلبُ مغفرته وليس هذا كَذباُ، ويكفي في ردِّه حديث ابن مسعود بلفظ: (مَن قال استغفرُ الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه؛ غُفِرت ذنوبه وإنْ كان قد فرَّ من الزَّحْف). أخرجه أبو داود والترمذي وصححه الحاكم.

ثم قال ابنُ حجر: هذا في لفظِ (استغفرُ الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم..)، وأما (..أتوب إليه) فهو الذي عَنَاه الرَّبيع رحمه الله أنه كذبٌ وهو كذلك؛ وذلك إذا قاله ولم يَفعل التوبة كما قال.

وفي الاستدلال للرَّد عليه بحديث "ابن مسعود" نظرٌ؛ لجواز أنْ يكون المراد منه ما إذا قالها وفَعَل شروط التوبة. 
ويحتمل: أنْ يكون الربيع قصَدَ مجموع الَّلفظَين لا خصوص "استغفر الله" فيَصحُّ كلامُه كله، والله أعلم.

ورأيتُ -ابن حجر- في "الحلبيات" للسُّبكي الكبير:
بأن: "الاستغفار" طَلبُ المغفرة إما باللسان أو بالقلب أو بهما
فالأول فيه نفع؛ لأنه خير من السكوت؛ ولأنه يعتاد قول الخير
والثاني نافعٌ جدا
والثالث أبلغُ منهما لكنهما لا يمحصان الذنب حتى توجد التوبة، فإن العاصي المصر يطلب المغفرة ولا يستلزم ذلك وجود التوبة منه.

إلى أنْ قال: والذي ذَكرتُه من أن معنى "الاستغفار" هو غيرُ معنى التوبة، هو بحسب وَضعِ اللفظ؛ لكنه غَلَب عند كثيرٍ من الناس أن لفظ (استغفر الله) معناه: التوبة. 
فمَن كان ذلك مُعتَقده: فهو يُريد التوبة لا مَحَالة.

ثم قال السُّبكي: وذَكَر بعضُ العلماء أن التوبة لا تتمُّ إلا بالاستغفار؛ لقوله تعالى: (وأنْ استغفروا ربكم ثم توبوا إليه) والمشهور أنه لا يُشترط. 

_______________
المرجع: 

بتصرف من:  فتح الباري (21/ 88).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق